آخبار عاجل

الفنان التشكيلي الإماراتي إبراهيم العوضي يروي حكاية تراث الوطن الغالي فيصمم بريشة فنان   بيئة  الخليج الساحر بإبداع وابتكار متميز

21 - 12 - 2020 4:14 652

تروي   رسوماته الفنية حكايات الماضي العريق وتتحدث ريشته المبدعة  عن التراث الموروث  والأم الحنون والأسرة الآمنة والدفيء الإنساني  والطبيعة الساحرة ، هو إماراتي حتى النخاع  يعشق الرسم ويبدع بالألوان الزيتية وبشكل خاص الحارة منها التي تبرز اللوحة بشكل جميل وجذاب، فقد اختار اللون الأحمر في تلوين البحر ليعبر من خلاله عن صراع البقاء والحياة الصعبة في الماضي. حاول متواضعا منح الأمهات كل التقدير والشرف وذلك من خلال مشهد الأم وهي تحتضن أطفالها وتعتني بهم، كما حاول أن يعكس في لوحته «الطفل الأفريقي» المعاناة التي يشعر بها الإنسان عندما يواجه العنصرية والعبودية وجسد معاناة الشعب الفلسطيني في لوحة أهداها لياسر عرفات.
قبل انتهاء العام الدراسي الماضي، كان «فنان المجتمع»، التشكيلي إبراهيم العوضي، على موعد مكثف مع طلبة مدارس ورياض أطفال في عجمان والشارقة، لتنفيذ ورش تعليمية وتدريبية، ركزت على كيفية التعامل مع الألوان، فهو يعتبر نفسه أحد المعنيين بالتعامل مع الأطفال، يعلمهم أصول الرسم وفن التعامل مع الألوان، ويخطط لأن يستمر في هذا النهج مع مطلع العام الدراسي الجديد، نظراً لما لمسه من رغبة وإقبال من الطلبة في تلك الورش والدورات، وحرصهم على تعلم أصول الفن، الأمر الذي اعتبره واجباً لابد من تأديته على أفضل وجه. ويؤكد فنان المجتمع، المشرف الفني في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، الفنان التشكيلي إبراهيم العوضي، أنه قريب دوماً من المجتمع، حيث حمّله لقب «فنان المجتمع» مسؤولية كبيرة، ونفّذ ودرّب وعلّم فئات وشرائح مجتمعية عدة، وكان حاضراً بين نزلاء المؤسسة العقابية بعجمان، ليعلم ويدرب النزلاء على الفن والرسم، وكذلك كان حاضراً مع طلبة المدارس والجامعات، ومختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، ومع الهلال الأحمر الإماراتي في المخيمات الإماراتية للاجئين السوريين في الأردن. وهو على قناعة بأن فكرة العلاج النفسي بالرسم لها فاعلية ونتائج عملية وإيجابية.
بطاقة تعريفية
إبراهيم العوضي، فنان تشكيلي إماراتي، أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية الإماراتية، وأحد مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، له أعمال ومشاركات فنية محلية وعربية عدة، وحصل على جوائز من داخل الدولة وخارجها نظير أعماله ومشاركاته. يعمل بوظيفة مشرف الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المركز الثقافي بعجمان. يتواصل مع كل الفئات المجتمعية والعمرية، بالإضافة إلى الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية.
أول فنان تشكيلي على مستوى الوطن العربي قام بتدريب السجناء على الرسم.
يتعاون مع جهات رسمية وحكومية عدة، من بينها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، والهيئات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة.
يركز على تعليم وتدريب فئة الأيتام، وطلبة المدارس، وذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى التوحد، ويتعاون وينسق مع جهات عدة، مثل هيئة الأعمال الخيرية، ومركز عجمان للمعاقين. شارك في لجنة تحكيم معرض أعمال الأيتام العرب.
وتفصيلاً، قال المشرف الفني في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي يعمل في المركز الثقافي بعجمان، إبراهيم العوضي، إنه يحرص على تدريب الأطفال بشكل أساسي على الفن التشكيلي، من أجل المساهمة في تأسيس وإنشاء جيل فني جديد، يعي ويدرك أهمية الفن التشكيلي والحركة التشكيلية في الدولة، ويعمل على نشر الثقافة الفنية من خلال الورش الفنية والتدريبية التي ينفذها.
وأوضح أن لقب فنان المجتمع حمّله مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، أبسطها أن «أبقى حاضراً بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه، بقوة وإبداع وتفاعل دائم معهم». وأشار إلى أن «المركز الثقافي بعجمان مفتوح دائماً للجميع من مختلف الجنسيات، وللراغبين في تعلم الفن التشكيلي مجاناً».
مع الأطفال
كان العوضي حاضراً مع الأطفال الأيتام، في دورات وورش عدة، بمناسبة الموسم الثقافي للوزارة، ولفت إلى انه أُطلق عليه «فنان المجتمع»، تقديراً لمدى حضوره وتفاعله مع مختلف فئات وشرائح المجتمع، فهو حاضر مع الأطفال والمرضى في المستشفيات، يزورهم ويعمل على تدريبهم وهم على أسرّة المرض، خصوصاً الأطفال منهم، لافتاً إلى أنه زار مستشفى الشيخ خليفة بمناسبة اليوم الوطني للدولة على مدى عدة سنوات، وعلّم الأطفال كيف يرسمون وبعض أبجديات الرسم، مشيراً إلى أن الأطفال رسموا علم الإمارات ولوّنوا الرقم .
مع ربات البيوت
لم ينسَ العوضي ربات البيوت، حيث عقد لهن ورشة تدريبية لمدة أسبوع تدرّبن وتعلّمن مختلف فنون الرسم التشكيلي، والرسم وفق المدارس التي يعشقها ويتقنها العوضي، كالمدرسة التكعيبية والتجريدية والسريالية والواقعية، وبالنتيجة عرض لوحاتهن في معرض لاقى إقبالاً جيداً. وأشار إلى أن هذه الورشة تختلف عن الورش السابقة، خصوصاً أن التعامل مع هذه الفئات له شكل خاص ومختلف عن بقية الفئات المجتمعية، وأخذ بعين الاعتبار الجانب والبعد النفسي، ونجح في تدريب 35 ربة بيت، وبعد الانتهاء من الورشة عرض الرسومات في معرض خاص في المركز الثقافي بعجمان، تحت رعاية الشيخة عزة بنت عبدالله النعيمي، مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية. ولفت إلى أن الورشة ركزت على كيفية تعلم الرسم، وكيفية التعامل مع اللون، وتجاوز حالة الخجل لدى ربة البيت، وجاءت الورشة بعنوان: تغلّبي على خجلك باللون. ولفت إلى أن غالبية الرسومات ركزت على الأعمال التراثية وعلى الإمارات بشكل عام، وقامت الوزارة كالعادة بتوفير مختلف احتياجات الورشة والمشاركات فيها.
العلاج بالرسم
يعتقد العوضي أن فكرة العلاج بالرسم ناجحة إلى حد كبير، فقد تعامل بهذه الفكرة مع بعض الحالات التي كانت تعاني مشكلات نفسية، ومن خلال الرسم تحسنت حالة المريضة، وعرض العوضي لـ«الإمارات اليوم»، التي زارته في مرسم المركز بعجمان، تطور رسومات إحدى الحالات المريضة نفسياً من المرحلة الأولى في العلاج وتعلّمها الرسم، إلى أن رسمت رسومات جيدة لا تختلف عن رسومات أي فنان، مشيراً إلى أن بدايات تعاطيها مع الرسم كانت صعبة، ودلت الرسومات الأولى التي نفذتها الحالة على مدى تعقّد حياتها، لكن مع الأيام واستمرار التدريب تكشفت عن رسومات أفضل، إلى أن اتضحت الرسومات التي تنفذها، وما عاد يظهر فيها ذلك التعقيد الذي يشير إلى مشكلات نفسية كانت تعانيها الحالة. وأشار إلى أنه يركز على الجانب النفسي والحالة النفسية للرسام المبتدئ، فمحاولة الرسم تعكس الحالة والمزاج النفسي للرسام، وتتجلى في تلك الرسومات التي يحاول أن ينفذها أثناء تعلّمه وتدرّبه.
في مخيّمات اللاجئين
يؤكد العوضي أن طموحه وأحلامه ومبادراته لا تقف عند حد معين، من أجل الاستمرار في تعليم وتدريب الجيل الجديد للفن التشكيلي، وبناءً على ذلك كان لديه حلم بأن ينفذ مبادرة ثقافية فنية للأطفال السوريين اللاجئين، وتحقق له ذلك من خلال التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حيث زار مخيمات اللجوء التي أنشأتها الدولة للاجئين السوريين في الأردن، من خلال التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودرّب الأطفال هناك على الرسم، وأقام معرضاً صغيراً لرسوماتهم، وعبرت تلك الرسوم عن شكرهم للإمارات، وعن أمنياتهم بتحقق حلم العودة قريباً إلى
ذلك هو الفنان التشكيلي الإماراتي ابراهيم العوضي الذي زرناه في مركز وزارة الثقافة والمعرفة بعجمان خلال معرضه الفني الذي أقيم على هامش ورشات الرسم التي درب عليها عدد من طالبات المدارس في عجمان في وجالت معه في رحلة مع اللوحات والأوان.
وأكد   العوضي  بحديثه لليلك نيوز على الاختلاف الهام بين الفن العربي والغربي في مجال الرسم التشكيلي. «الإحساس بالطبيعة شيء مهم وضروري في حياة الفنان والفن العربي بصفة عامة له لون وسمه معينة تعبر عن مدى الاهتمام بالحياة فيتعمق الفنان العربي في اللون الجبلي ولون البحر ويهتم بعمل تماثيل تمس الإنسان العربي».
ويؤكد العوضي أن الطبيعة قد تستميل الفنان إلى استخدام مجموعة لونية معينة دون غيرها «فالعلو عن المستوى الطبيعي لسطح الأرض وزيادة الكثافة الهوائية مع اتساع المكان وخلوه من آثار الكائنات الحية كانت كلها عناصر موحية بالنسبة لي كي اتجه إلى أسلوب يقترب من الرؤية التجريدية إلى حد ما في بعض الأعمال والتي تحيل المرئي إلى تناغميات لونية وخطية تشير إلى السمات المكانية ولكنها لا تصفها».
وحول سر العشق الذي يكنه العوضي للألوان الزيتية يوضح الأخير ان اللون الزيتي جذاب غني يمتاز بكثافة محببه إلى نفسه كما أن الألوان الزيتية ألوان مطواعة في يد الفنان أكثر من غيرها من أنواع الألوان الأخرى. «الرسم بالألوان الزيتية أيسر من سواه في مطاوعته للرسام، فليس فيه الصعوبة التي يلاقيها الرسام في عمله بالألوان الأخرى».
وينفرد الرسم الزيتي بميزة بقاء اللوحة المنفذة به سنين كثيرة إذا أحسن اختيار السطح والألوان، وتحاشى الرسام الأخطاء أثناء عمله».
كما أن العوضي هو الذي يخضع اللون لما يريد قوله من خلاله لوحته وليس العكس..«انا من يختار اللون، وهذا مرتبط بالإحساس العام خلال العمل وبذلك تخرج معي مجموعة من الالوان تندمج مع بعضها لتشكل اللوحة وتنتهي بمجموعة مركبة من الألوان، لكن تبقى هناك نقطة مركزية في العمل انطلق منها، وهي عبارة عن قاعدة لونية محددة يكون منها نوع من الاثارة والشفافية بما يسمح لي بالتوسع والانتشار على مساحة اللوحة كلها»، أما عن اَخر لوحاته ذكر العوضي أنه رسم ينوي تسليمها لسعادة حسن برو سفير لبنان في دولة الإمارات هدية إلى الشعب اللبناني الصامد.
وأوضح العوضي أن للفطرة دور كبير في حياة الفنان وعلى الأسرة أن تقوم بتنمية موهبة الطفل في أي مجال منذ الصغر وأن تلاحظ ميوله «لا يجوز لنا أن نحدد مستقبل أبنائنا أو نخطط لهم من رؤيتنا ونتناسى ميولهم أو اهتماماتهم أو موهبتهم ونجبر الابن عندما يتخرج بتفوق فى الثانوية العامة على دخول كلية الطب مثلا وله رغبة في دخول كلية الفنون الجميلة لأنه قد يفشل في حياته حتى ولو حصل على بكالوريوس الطب فأيهما نختار طبيب فاشل أم فنان متميز وناجح .. بالنسبة لي فإن أولادي وبشكل خاص ابنتاي حصة ومريم ـ ثماني وعشر سنوات ـ يحملان في داخلهما بذرة فنان واعد ظهرت من الاَن في رسومهما، ولن اَلو جهدا في تنمية موهبتهما الفنان التشكيلي الإماراتي إبراهيم العوضي شغف بعالم الفن منذ طفولته، وقدمت لوحته نفسها منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، وكان أحد الذين أسهموا في تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، بل وأحد أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية الإماراتية، ولوحته يعتمد في صياغتها على ألوان الإكليرك أو الزيتي على القماش، ويرصد من خلالها مفردات بيئته الغنية التي يتداخل فيها عالم البحر مع الصحراء مع الجبل، في سيمفونية طبيعة متميزة، وقد أقام عدداً من المعارض التشكيلية داخل البلاد وخارجها، وبلغ عددها معاً أكثر من واحد وعشرين معرضاً، وهو الآن صاحب مشروع تقريب اللوحة من متلقيها، وهو من عداد هؤلاء الذين ينشرون فن الرسم عبر الورش، ومن خلال الذهاب إلى المدارس، وبعض التجمعات، كما يقول ذلك بافتخار، وهو ما يسجل له ، نتيجة حراكه الفني الخاص ضمن هذا المستوى الفني اللافت.
يقول عن هيمنة مفردات البيئة على لوحته: أعترف، أن البيئة هي الأكثر حضوراً في لوحتي، ألوان البني، الأزرق، من أكثر الألوان، ومن هنا، فأنا واقعي، البيئة جزء مني، عشت بتفاصيلها، كما عاشها آبائي وأجدادي، أرسم البحر، هو علامتي الفارقة، أرسم عالم الصيادين، عالم الغوص، السفن القديمة، وكل ما يتعلق بحياة البحر، أجل، أنا متأثر بالبيئة، وأعيش تحت سطوتها، ولا أستطيع الفكاك منها البتة.
وعمن سبقوه من الفنانين، في هذا المجال يقول: تأثرت بالفنان الكبير عبدالقادر الريس، تأثرت بأسلوبه، كما أنني تأثرت بالفنان البحريني عبدالله المحرقي، والفنان الكويتي أيوب حسين.

 

أعمال العوضي تُعبر عن البيئة الإماراتية. المصدر: وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved